لا تقتلني ...أنا انسان
أمد/ لكل امراة رفعت صوتها في وجه الظلم ، لكل من قالت لا لكافة أشكال العنف وهي تواجه الشتائم والاهانات في المكاتب الفارهة وفي المؤسسات العامة .
لامراة قوية تعتد بنفسها ، عظيمة ، أصيلة تبحر بفكرها وامومتها الرائعة تحاصرها غيمة سوداء من القمع والاستبداد في بيتها .
لامرأة طموحة تشير لاهدافها المنشودة ، تتعرقل بموقف ذكوري هنا وهناك وفكر أصم وعقلية عرجاء .
لفتاة في عمر الزهور تطلق العنان لقدراتها الكامنة ، تحاصرها فكرة ملعونة للاكتفاء بما وصلت اليه من تعليم او لترك التعليم والاقبال على الزواج في سن مبكرة .
لكل مشاهد الخوف التي تعاني منها النساء ، مسؤول يهدد وآخر يحاصر الكفاءة ، استهداف يومي لطاقات كبيرة ، لنساء قادرات ، مبدعات تحاصرهن الذهنية التقليدية والفكرة النمطية .
لنساء فلسطين اللواتي يتحدين سطوة الجلاد ، يواجهن بصدورهن العارية كل مظاهر القتل اليومي وعنف الاحتلال المجاني ، لا مساءلة ، لا حماية ولا قرار دولي يوقف الجناة .
لاسيرة مكبلة بالاصفاد تعانق صورة ابنها خارج المعتقل ، لام تنتظر الافراج عن ابناءها ، اسير يعاني زفرات الموت والحضن المتلوع بالخوف والاشتياق يبقى فارغا ، يغادر الابن وتسيل الدموع في جفون لم تعرف الا الحرقة .
للالاف من النساء والفتيات اللواتي يعبرن حواجز القهر ، لساعات تهدر عبثا ، لقمع من جندي او مجندة ، والوصول الى المدارس والجامعات او المشافي ضرب من المعاناة والاذلال والمهانة .
لامراة غزية تعيش في ركام منزلها تحيط ابناءها بذراعيها لعلها توفر بعض الحماية ، لم تستطع المنظومة الدولية ان توفرها لهذه الارض ، التي لم تنعم سماءها ولا بحرها و ارضها الا باصوات القنابل والقذائف والدم المتناثر لاجساد الطفولة .
لامراة مقدسية تدافع عن منزلها منزلها وغلاة المستوطنين يخرجونها عنوة ، نساء مقدسيات على بوابات الكنائس والمساجد بتعرضن للضرب والشتم والاسر والابعاد .
لجسد فتاة صغيرة تزرع ارضها ، تنتقل كالفراشة بين الاشجار والاغصان ، يباغتها غلاة المستوطنين ، يمارسون هوايتهم في لعبة الموت والحرق والابادة .
انا فلسطينية ارسم طريقي نحو الحرية ، لا تقتلوني فانا انسانة تعشق تراب الوطن ، وسيكون لي موعد قريب مع الحرية انسانة استحق الاحترام وأرفض الاهانة والتمييز .